Halloween Costume ideas 2015
May 2016



كثيرًا ما نظن أن بإمكاننا معرفة السمات الشخصية للمرء من طريقة مشيته. ولكن على الرغم من أن هذه الافتراضات قد تكون خاطئة، ربما تميط مشيتك اللثام عن الشيء الذي تحاول جاهدًا أن تخفيه.
إذا شاهدت رجلًا يدلف إلى الحانة متبخترًا مرفوع الهامة كما لو كان جون واين (الممثل الأمريكي الذي اشتهر بأدوار راعي البقر)، فقد تفترض أنه شخص واثق من نفسه، شديد البأس. أو ربما تنتابك ظنون سيئة. ولكن في كلتا الحالتين، لن تتمالك نفسك عن استباق الاستنتاجات حول شخصية الرجل من خلال مشيته.
وقد عكف علماء النفس على دراسة هذه الافتراضات لما يربو على لعشرات الأعوام، وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن تفسيرات أغلبنا للسمات الشخصية للغير، بناءً على مشيتهم، تميل إلى أن تكون متشابهة للغاية.
وإذا شاهدنا هذا الرجل الذي يتشبه برعاة البقر وهو يسير متجهًا نحو الحانة، فمن المرجح أنك ستتفق معي حول شخصية هذا الرجل.
ولكن ما مدى دقة هذه الافتراضات؟ وما هي السمات الشخصية الأخرى التي قد نعرفها من مشية الشخص؟
دعنا ننظر أولًا إلى البحث الذي أُجري عن العلاقة بين المشية والشخصية. فقد نشر فيرنر وولف، وهو عالِم نفسيّ ألماني المولد، أولى الاستقصاءات في هذا الموضوع سنة 1935، حيث صوّر خمسة رجال وثلاث سيدات، من دون أن يدروا، إذ كانوا يشاركون في لعبة إلقاء الحلقات على قضيب ثابت، وهم يرتدون زي العمال الموحد، (لإخفاء أي جوانب أخرى قد تكشف عن شخصياتهم).
وفيما بعد، شاهد المشاركون شرائط الفيديو، التي جرى التلاعب فيها لإخفاء رؤوسهم، وقد حللوا شخصيات بعضهم بعضًا استنادًا إلى مشيتهم فحسب.
والأهم من ذلك، أن وولف وجد أن كلًا من المشاركين قد كون انطباعًا عن الآخر مستندًا إلى مشيته، كما وجد الكثير من التوافق في الأراء في معظم الحالات.
ولننظر إلى بعض الأوصاف التي جاءت على لسان بعض المشاركين، كلٌ على حدة، عن "الحالة 45" على سبيل المثال:
"متباه بنفسه بلا أي أساس"، "شخص يريد أن يستحوذ على الانتباه مهما كلفه الأمر"، "يتعمد أن يكون متغطرسًا، وهو يعي ذلك تمامًا، ويحاول جاهدًا أن يحظى بإعجاب من حوله"، "لديه شعور داخلي بعدم الأمان، ويحاول أن يُظهر لغيره العكس"، "أحمق، مُهمّش إلى حدّ ما، ولا يشعر بالأمان".
قد يبدو من المدهش أن نجد أن انطباعات المشاركين عن هذا الشخص وغيره متشابهة إلى هذا الحدّ.

Image copyrightISTOCK

ولكن، هذا البحث المبكر لا يخلو من المشاكل، نظرًا لقلة عدد المشاركين في هذه العينة، ووجود احتمال أن يكون المشاركون قد لاحظوا شيئًا آخر يُستدل به على السمات الشخصية، خلاف طريقة المشي (كما أن المشاركين كانوا يعروفون بعضهم بعضًا، على الرغم من أنهم لم يتمكنوا من تمييز المشاركين الذين ظهروا في مقاطع الفيديو بوضوح).
وباتت التجارب الحديثة أكثر تعقيدًا، ولا سيما بسبب التكنولوجيا الرقمية التي يمكنها تحويل مشية الشخص إلى عرض من النقاط المضيئة على خلفية سوداء، حيث تبين النقاط البيضاء حركة كل مفصل من المفاصل الرئيسية. وبهذا، نستبعد أي مؤثرات أخرى يمكن الاستدلال بها على السمات الشخصية غير حركة المشي.

تأرجُّح أم تمايُّل

وبالاستعانة بهذه الطريقة، توصل علماء النفس الأمريكيون في أواخر ثمانينيات القرن الماضي إلى أن هناك هيئتين رئيسيتين للمشي، تتميز إحداهما بأسلوب للحركة أكثر شبابًا والأخرى بأسلوب أكثر كهولة.
فالأسلوب الأول يتضمن حركة منتظمة أكثر نشاطًا وخفة، مع تمايل أكثر للأرداف، وتأرجح أكبر للذراعين، وخطوات سريعة متتابعة، أما الأسلوب الأكثر كهولة، فهو أكثر جمودًا وبطئًا، مع الانحناء أكثر إلى الأمام.
ولكن المشية لا تدل على نحو قاطع على العمر الفعلي للشخص، فقد تكون شابًا ولكنك تمشي كالكهل، والعكس صحيح. علاوة على أن المراقبين افترضوا أن أولئك الذين يسيرون بالأسلوب الأكثر شبابًا هم أكثر سعادة وأكثر قوة. ولم يختلف الأمر عندما تبيّن سنّهم الفعلي بالكشف عن وجوههم وأجسامهم.
ويوضح هذا البحث مرة أخرى مدى استعداد الناس دائمًا للاستدلال على السمات الشخصية للآخرين من رؤية طريقتهم في المشي، ولكن لم تتطرق الدراسة إلى مدى دقة هذه الافتراضات من عدمه.
ولهذا السبب، ننتقل إلى دراسة بريطانية سويدية نُشرت قبل بضع سنوات فقط، قارنت بين تقييم الأشخاص أنفسهم لسماتهم الشخصية وما افترضه الأخرون عن شخصياتهم بناءً على عروض النقاط المضيئة التي تبين حركة كل مفصل أثناء المشي.

Image copyrightGETTY IMAGES

وقد دلّت النتائج مجددًا على وجود طريقتين رئيسيتين للمشي، على الرغم من أن هذه الدراسة وصفتهما بمصطلحات مختلفة إلى حدّ ما: فقد قيل أن الأسلوب الأول يوصف بأنه واسع الخطى، وحر طليق، وقد فسّر ذلك المراقبون على أنه دلالة على حبّ المغامرة، وانبساط الشخصية، وجدارة الشخص بالثقة، والحنان.
أما الأسلوب الآخر فكان متمهلًا، ومتراخيًا، وقد فسره المراقبون على أنه دلالة على الثبات العاطفي. ولكن في الواقع، كانت استنتاجات المراقبين خاطئة، لأن هاتين الطريقتين المختلفتين في المشي لا تتلازمان بالضرورة مع هذه السمات الشخصية، على الأقل لأنها تتعارض مع تقييم هؤلاء الأشخاص لأنفسهم.

انطباع خاطئ

إن الرسالة التي نستخلصها من كل هذه الأبحاث مفادها أننا نتعامل مع مشية الشخص تمامًا كما نتعامل مع ملامح وشكل وجهه أو ملابسه أو لهجته، كمصدر للمعلومات عن طبيعة شخصيته.
بيد أن الشواهد تدل على أن تقييمنا للأشخاص بناء على شكل الوجه قد يكون أجدى وأنفع، لأننا نميل إلى تكوين افتراضات غير صحيحة استنادًا إلى طريقة المشي.
وهذا ينطبق، على الأقل، على أغلب الأحكام التي نكوّنها عن الأشخاص. إلا أن ثمة جانبًا مثيرًا للخوف لمسألة تكوين أحكام أكثر دقة عن بعضنا بعضًا استنادًا إلى طريقة المشي، وهذا الجانب له علاقة بمدى تأثرنا وضعفنا.
فقد أوضحت بعض نتائج الأبحاث الأولى أن الرجال والنساء الذي يمشون بخطوات أقصر، ويؤرجحون ذراعيهم بمسافة أقل، ويمشون بتمهل، أولئك يعدّون أكثر تأثرًا من غيرهم.
وما زاد الأمر سوءًا كان دراسة يابانية مثيرة للقلق، نُشرت في 2006، والتي طلبت من رجال أن يذكروا إلى أي مدى قد تراودهم رغبة في مغازلة الطالبات اللاتي ظهرن في عروض النقاط المضيئة التي تبين حركة مفاصلهن أثناء المشي، أو الإقدام على لمسهن على نحو غير لائق.
وفي أغلب الحالات، ذكر الرجال أنهم، استنادًا إلى مشية السيدات فقط، ينزعون إلى التقدّم، بتطفلٍ، نحو النساء ذوات السمات الشخصية الأكثر تأثرًا، على سبيل المثال، الأكثر انطوائية وغير المستقرات عاطفيًا.
والأكثر مدعاة للقلق، ما أوضحه أحد الأبحاث من أن نزلاء السجون الذين أحرزوا درجات أعلى في اختبارات الاعتلال النفسي، قد أظهروا قدرة على تمييز الأشخاص الذين تعرضوا في السابق لاعتداء عن غيرهم بدقة، بمجرد أن يشاهدوا مقاطع فيديو لهؤلاء الأشخاص وهم يسيرون في إحدى الردهات.

Image copyrightISTOCK

ويبدو أن بعض نزلاء السجون كانوا على دراية بهذه القدرة التي يتمتعون بها، فقد ذكر أحد من أحرزوا أعلى النقاط في اختبارات الاعتلال النفسي أنهم يلاحظون مشية الناس ليبنوا على أساسها أحكامهم عن سماتهم الشخصية.
وهذا يتطابق مع الدليل المستنبط من قصص سابقة، فعلى سبيل المثال، رُوي أن تيد بوندي، وهو قاتل محترف، قال إنه "يعرف ضحيته القادمة من الطريقة التي تمشي بها في الشارع".
والسؤال الذي يطرحه هذا المجال الذي أُجريت فيه الأبحاث برمته هو: هل من الممكن أن تعدل أسلوب مشيتك لتغير الانطباع الذي قد تخلفه لدى الآخرين؟
فتشير بعض الأبحاث إلى أنك قد تتعلم طريقة المشي التي تنقل بها رسالة لمن حولك مفادها أنك قوي وصعب المراس، وذلك بأن تمشي بخطى واسعة، وتُحرك ذراعيك بجسارة، كما يدل بعض الأبحاث على أن المرأة حين تشعر بأنها في مكان أقل أمنًا تستعين تلقائيًا ببعض العناصر من هذه الطريقة في المشي.
ولكن يقول علماء النفس الذين اختبروا الأنماط الشخصية المصاحبة للمشية واسعة الخطى أو البطيئة والمتراخية، إنه من غير الواضح على الإطلاق ما إن كان من الممكن تعلّم طرق مشي بعينها أم لا.
ولذا، فليس من الحكمة أن تبذل جهدك كبيرا لتترك انطباعًا جيدا لدى الغير، وإلا فإن هذا الإنطباع لن يعدو كونه محاولة مستميتة للتظاهر بالجرأة والثقة بالنفس، كما هو الوضع مع "الحالة رقم 45" في الدراسة المذكورة آنفا، أو ذاك المتشبه براعي البقر الذي يمشي متبخترًا.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Future.

بدأ الجيش العراقي وقوات من الحشد الشعبي ومقاتلو العشائر هجوما موسعا جنوب مدينة الفلوجة، وذلك في إطار العمليات العسكرية الرامية إلى استعادة السيطرة على معقل تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مصدر أمني في محافظة الأنبار إن العملية تهدف إلى الوصول إلى نهر الفرات غرب الفلوجة واستعادة السيطرة على القرى الواقعة على ضفاف الفرات وصولا إلى جسري الفلوجة الجديد والقديم عند مداخل المدينة من الجهة الغربية.
ويوفر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم غطاء جويا للعمليات.
وقال الحرس الثوري الإيراني إن قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني "قام بتفقد عمليات الفلوجة عند المحور الشمالي الشرقي قرب مدينة الكرمة الثلاثاء".
وبحسب وكالة مهر الإيرانية، التابعة للحرس الثوري، فإن سليماني وصل إلى منطقة الفلوجة "لادارة معارك تحرير مدينة الفلوجة حيث عقد اجتماعات مشتركة مع قادة الحشد الشعبي".
وقالت مصادر في الشرطة الاتحادية إن القوات تمكنت من استعادة قرية البوحمد قرب سد الفلوجة.
كما أعلنت الشرطة فرض حظر تجوال في مدينة عامرية الفلوجة في محاولة لمنع أي هجمات محتملة لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت الفلوجة أول مدينة سيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا، إذ اقتحمها في يناير/ كانون الثاني 2014.
وحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على ضرورة الحفاظ على سلامة المدنيين في الفلوجة والحفاظ على بنية المدينة التحتية.
ودعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني القوات الحكومية وأنصارها على تجنب الإضرار بالمدنيين المحاصرين في المدينة.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 50 ألف مدني بالفلوجة "في خطر كبير".
ودعا المتحدث باسم المنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك، إلى فتح ممرات آمنة للسماح لهم بالخروج.



وقد حذر عضو في مجلس محافظة الانبار من دخول الحشد الشعبي، المؤلف بنسبة كبيرة من مجموعات مسلحة شيعية، إلى الفلوجة إذا وقع اقتحامها.
وقال راجع العيساوي، عضو اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار، إنه يجب وقف ما وصفه بالقصف العشوائي على المدنيين.
وتشارك كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وقوات منظمة بدر الشيعية في المعارك التي تهدف لاستعادة الفلوجة، بينما امتنعت سرايا السلام التي تتبع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
ووصف هادي العامري، الأمين العام لمنظمة بدر، الفلوجة بأنها "قلعة الإرهاب"، موضحا أن تحريرها لن يكون سهلا.
لكنه تعهد بعدم دخول قوات الحشد الشعبي إلى المدينة حالة استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية.
وقد حض الجيش العراقي جميع المدنيين على مغادرة الفلوجة، وأعطيت تعليمات للذين لا يمكنهم المغادرة بأن يرفعوا العلم الأبيض فوق منازلهم، وأن يبتعدوا عن مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية".

قررت الحكومة العراقية عدم مشاركة قوات الحشد الشعبي في اقتحام مدينة الفلوجة، أو دخولها، في حالة استعادتها من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما ذكره قائد فيلق بدر.
وقال هادي العامري لبي بي سي في مقابلة تمت على خطوط المواجهة إن "هناك مناشدة للمدنيين بالخروج من المدينة". وأكد أن "المعركة لن تكون سهلة"، مشيرا إلى أن "القصف بعد ذلك (خروج المدنيين) سيكون شاملا".
وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها العميق بشأن مصير نحو 50.000 مدني لا يزالون موجودين في الفلوجة في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك.
وقال ستيفين دوجاريتش، المتحدث باسم المنظمة الدولية، إن المدنيين عرضة "لخطر كبير"، مطالبا بتوفير ممرات آمنة مؤقتة للسماح لهم بمغادرة المدينة.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد سيطر على الفلوجة في عام 2014، وهي أحد معقلين رئيسيين له في العراق.
وقال مسؤولون عراقيون إن السلطات وعدت بتوفير ممرات للمدنيين، للخروج من المعسكرات خارج المدينة.
وطوقت قوات من الجيش والشرطة والمتطوعين المدينة، التي تبعد نحو 65 كيلومترا غرب بغداد.
وأفادت تقارير بأن القوات العراقية المشتركة "حررت مركزا للشرطة في شمال الفلوجة"، من قبضة المسلحين.
وقال موفد بي بي سي الموجود حاليا في منطقة الحراريات التي كانت حتى يوم الاثنين خط مواجهة أماميا مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، على بعد حوالي 6 كيلومترات من مركز الفلوجة - إن المسلحين انسحبوا من المنطقة الواقعة على المحور الشمالي من الفلوجة.
Image copyrightREUTERS
Image captionقائد فيلق بدر يقول إن المعركة لن تكون سهلة
وأضاف أن قوات الحشد الشعبي تتبادل القصف بالراجمات وقذائف الهاون مع عناصر التنظيم المحاصرين في الفلوجة.
ووصف العامري الفلوجة بأنها "كعبة الإرهاب"، وقال إن على الجميع التحلي بالصبر، مشيرا إلى عدم وجود مدى زمني لاستعادة المدينة وإن العملية العسكرية تسير على ثلاث مراحل.
صورة رئيس الوزراء
ونقل موقع المدى الإخباري الخاص عن مسؤولين في قوات الحشد الشعبي قولهم إن القوات العراقية المشتركة "نجحت في تحرير مركز شرطة الصقر في شمال الفلوجة من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، وقتلت عشرات منهم."
ونُقل عن العقيد خميس بحر الحلبوسي قوله إن قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي تعمل معا لضمان اقتحام الأجزاء التي لا تزال تحت سيطرة المسلحين من منطقة الصقلاوية الواقعة في شمال غرب الفلوجة، وأنها حريصة على التأكد من إجلاء المدنيين، ونقلهم إلى مناطق آمنة.
ويقول محللون إن العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على الفلوجة منحت رئيس الوزراء، حيدر العبادي، فرصة للابتعاد عن الأزمة السياسية التي يواجهها، إذ تحول التركيز الآن إلى القتال ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
Image copyrightAP
Image captionرئيس الوزراء العراقي توجه لمركز قيادة عملية الفلوجة في زي القوات الخاصة
ومع شن العملية العسكرية، أخذ العبادي، بحسب ما يقوله محللون، يقدم نفسه كقائد عسكري يقاتل التنظيم المتشدد.
وتوجه العبادي إلى مركز قيادة عملية الفلوجة - بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس - في زي عسكري أسود يشبه زي القوات الخاصة، ونشرت صوره على حسابه على موقع تويتر مع تعليق يقول "رئيس الوزراء يشرف على المعارك ويوجهها".
ونقلت الوكالة عن باتريك سكينر، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قوله: "إن الفلوجة بالنسبة للعبادي، ليست لفتا للنظر فحسب، لكنها إذا نفذت بطريقة جيدة، فستدل على مدى مستوى القيادة في بغداد وفعاليتها."
ولكن منتقدي العبادي يرون أن تأثير العملية العسكرية أمر مؤقت. ويقول زيد العلي، الباحث في جامعة برينستون، بحسب ما نقلته فرانس برس، "إنه بغض النظر عن مدى نجاح العملية، فإن العراقيين سيواصلون المطالبة بإصلاحات كبيرة".


قالت الأمم المتحدة إنها قلقة بشأن مصير نحو 50 ألف مدني لا يزالون في الفلوجة، بينما تسعى القوات العراقية إلى تحريرها من ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية .
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن المدنيين في "خطر كبير"، داعياً إلى فتح ممرات آمنة للسماح لهم بالخروج.
وكانت القوات العراقية قد شرعت يوم الاثنين في حملة لاستعادة الفلوجة، الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي العاصمة بغداد، وواصلت قصفها لاهداف في المدينة يوم الثلاثاء.
وتقول مصادر اخبارية مقربة من التنظيم إن مسلحيه يصدون الهجمات التي تقوم بها القوات العراقية والقوات الموالية لها، ولكن اللواء ثامر محمد اسماعيل قائد قوة التدخل السريع العراقية قال إن المهمة تسير كما مخطط لها.
وقال "إن مسؤولية قوة التدخل السريع تتلخص في الامساك بالجانب الجنوبي من الفلوجة، والحمد لله فرقتنا حققت اهدافها في وقت قياسي. ونحن ما زلنا نتقدم بوضوح وسرعة دون تكبد اي خسائر."
وتعد الفلوجة أول مدينة سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية ولا يزال في العراق وسوريا، إذ اقتحمها في يناير/ كانون الثاني 2014، قبل ستة أشهر من سيطرته على مناطق أخرى في شمالي وغربي العراق.

"قناصة على الطرق"

وعلى الرغم من أن حملة استعادة الفلوجة انطلقت الاثنين، فإن القوات الحكومية كانت تحاصر المدينة وضواحيها لعدة أشهر.
وتقول الأمم المتحدة إن المساعدات الإنسانية لم تعد تصل منذ أن طُرد مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرمادي المجاورة في ديسمبر/ كانون الأول، كما قطعت طرق الإمداد.
وتضيف أن الأسر في الفلوجة، وعددها 10 آلاف، تعاني من نقص في الغذاء والدواء وحاجات أخرى، ومن ارتفاع فاحش في الأسعار.
Image copyrightAP
Image captionمواقع تنظيم الدولة الإسلامية تعرضت لغارات جوية من التحالف الذين تقوده الولايات المتحدة
وقد حض الجيش العراقي الأحد جميع المدنيين على مغادرة الفلوجة، واعطيت تعليمات للذين لا يمكنهم المغادرة بأن يرفعوا العلم الأبيض فوق منازلهم، وأن يبتعدوا عن مواقع "تنظيم الدولة الإسلامية".
ونقلت وكالة رويترز عن أحد سكان المدينة قوله على الانترنت: "لا أحد يستطيع الخروج، القناصة منتشرون على منافذ المغادرة".
وقال دوجاريك في مؤتمر صحفي بنيويورك: "نحن قلقون جدا بشأن مصير المدنيين الذين لا يزالون في الفلوجة، بعدما بدأت العمليات العسكرية".
وأضاف أن المدنيين سيكونون في "خطر كبير، عندما يحاولون الهروب"، وأنه من الضروري فتح ممرات آمنة لهم.
وتقول المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ليلى-جين ناصف، إن 80 عائلة غادرت الفلوجة منذ الجمعة، بعضهم عبروا الأراضي الزراعية بين ضواحي المدينة الجنوبية وعامرية الفلوجة.
وأضافت أن "بعض أفراد هذه العائلات فقدوا حياتهم، بينهم نساء وأطفال".
وعبرت ناصف عن قلقها على حياة الناجين من الرجال وكبار السن، وقالت إنهم فرقوا عن النساء والأطفال على يد القوات الأمنية، في قاعدة الحبانية العسكرية.
وقد أعدت الأمم المتحدة للناجين من الفلوجة ملاجئ في البلدات المجاورة.
وقال رئيس الوزراء العراقي، حدير العبادي، الذي دعا إلى "حماية سلامة المدنيين" في الفلوجة، إن القوات الحكومية حققت تقدما أكبر مما كان متوقعا.
وقال قائد عسكري مسؤول عن الحملة إن القوات استعادت بلدة الكرمة الواقعة في منطقة ريفية شمال شرقي الفلوجة.
ويقول "تنظيم الدولة الإسلامية" إنه تصدى لهجوم ودمر آليات.


بدو أن معركة تحرير مدينة الفلوجة العراقية، التي تلوح في الأفق منذ عدة أشهر، قد بدأت أخيرا.
وقد تعرضت المدينة للهجوم عدة مرات، وقصفت بلا انقطاع تقريبا منذ أن سقطت في أيدي المتشددين في يناير/ كانون الثاني 2014.
وصمدت المدينة في وجه كل ذلك، رغم الدمار الهائل وسقوط العديد من الضحايا.
والآن التزمت الحكومة بـ "تحرير" المدينة نهائيا، في عملية أطلق عليها اسم "كسر الإرهاب".
وتم حشد الآلاف من الجنود والقوات الخاصة والميليشيا الشيعية ومقاتلي العشائر السنية للهجوم، وأعلن رئيس الوزراء أن "لحظة الانتصار الكبير" باتت وشيكة.
لكن هناك تقديرات متضاربة بشأن مدى صعوبة المعركة.
ويعتقد البعض أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تعرض لقصف شديد في المدينة أضعف قدرته على المقاومة.
ويقول أخرون، على اتصال بمصادر داخل المدينة المحاصرة، إن المسلحين يستعدون منذ فترة طويلة لمواجهة مثل هذا الهجوم، ونشروا مجموعة دفاعاتهم الكاملة، بما في ذلك العديد من العبوات الناسفة والأفخاخ المتفجرة.

أسابيع قادمة من القتال

يعتقد أن معظم مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" هم من أبناء مدينة الفلوجة نفسها أو المناطق القريبة منها، مثل جرف الصخر، والتي تم اجتياحها واحتلالها من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران.
لذا فهم يقاتلون على أرضهم ولصالح مجتمعهم السني كما يرى البعض - رغم أن بعض القوات المهاجمة ستكون من رجال العشائر السنية، وبعضهم متعطش للانتقام من تجاوزات تنظيم "الدولة الإسلامية".
لا توجد هناك رؤية واضحة لمدى استعداد المسلحين للمقاومة.
لكن حتى المتفائلين في الجانب الحكومي يعتقدون أن المعركة سوف تستمر على الأقل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وكان أخر هجوم مماثل قد وقع في الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار التي تضم أيضا الفلوجة.
وأعلنت الحكومة انتصارها هناك في أوائل يناير/ كانون الثاني عندما دخلت قواتها وسط مدينة الرمادي، لكن الأمر استغرق عدة أسابيع حتى تتمكن من تأمين الضواحي المجاورة والمناطق النائية.

الطريق إلى الموصل

ستكون الهزيمة في مدينة هامة مثل الفلوجة بمثابة ضربة موجعة لتنظيم "الدولة الإسلامية".
وتقع المدينة على الطريق الرئيسي من بغداد إلى كل من الأردن وسوريا، وكانت دائما معقلا للسنة تصعب السيطرة عليه.
وأصبحت المدينة رمزا لمقاومة الأمريكيين في معارك عنيفة عام 2004 والتي خلفت دمارا هائلا وآلاف القتلى.
Image copyrightAP
Image captionاجتاح تنظيم الدولة الإسلامية الفلوجة في أوائل عام 2014 بعد تخلت القوات الحكومية عن هذه المدينة
وعندما استولى تنظيم "الدولة الإسلامية" على الفلوجة في يناير/ كانون الثاني 2014، كانت المدينة في حالة تمرد بالفعل ضد الحكومة المركزية.
وإذا نجحت الحكومة في استعادة المدينة بسرعة وسهولة نسبية، فسوف يشجع ذلك بغداد على إرسال مزيد من القوات والموارد باتجاه الشمال من أجل التحدي الأكبر على الإطلاق، وهو معركة تحرير الموصل.
لكن حتى لو خسر تنظيم "الدولة الإسلامية" في الفلوجة، فإن وقوع خسائر فادحة في صفوف القوات المهاجمة - وخاصة في صفوف قوة مكافحة الإرهاب - ربما يسبب انتكاسة للآمال في استعادة الموصل هذا العام.

تبعات طائفية

وستكون الفلوجة أيضا مهمة كنموذج لأي قوات ستشارك في مثل هذه العمليات ولمن سيحتفظ بالأرض بعد ذلك.
وتشارك الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، والمتمثلة على الأقل في قوات الحشد الشعبي الرسمية، في حملة "كسر الإرهاب".
Image copyrightAFP
Image captionمن المتوقع أن تواجه القوات الموالية للحكومة ما لا يقل عن أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من القتال في الفلوجة
ولكن من المفترض أن هناك اتفاقا بأنها ستلعب دورا على الحدود الخارجية ولن تشارك في المعركة داخل الفلوجة نفسها، من منطلق الحرص على تبعات ذلك من الناحية الطائفية.
وفي الهجمات السابقة التي لعبت فيها المليشيات الشيعية دورا رائدا في مناطق ديالى وتكريت إلى الشرق والشمال من العاصمة بغداد، اتهمت هذه الميليشيات بارتكاب عمليات قتل انتقامية ضد السنة وتدمير ممتلكاتهم.
وإذا أدت المعركة إلى تدمير الفلوجة وتشريد السكان إلى حد كبير، فلن يكون ذلك أمرا مبشرا بالنسبة للحملة التي تهدف لاستعادة مدينة الموصل ذات الأغلبية السنية إلى حد كبير.

MKRdezign

Contact Form

Name

Email *

Message *

Powered by Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget