قررت الحكومة العراقية عدم مشاركة قوات الحشد الشعبي في اقتحام مدينة الفلوجة، أو دخولها، في حالة استعادتها من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما ذكره قائد فيلق بدر.
وقال هادي العامري لبي بي سي في مقابلة تمت على خطوط المواجهة إن "هناك مناشدة للمدنيين بالخروج من المدينة". وأكد أن "المعركة لن تكون سهلة"، مشيرا إلى أن "القصف بعد ذلك (خروج المدنيين) سيكون شاملا".
وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها العميق بشأن مصير نحو 50.000 مدني لا يزالون موجودين في الفلوجة في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك.
وقال ستيفين دوجاريتش، المتحدث باسم المنظمة الدولية، إن المدنيين عرضة "لخطر كبير"، مطالبا بتوفير ممرات آمنة مؤقتة للسماح لهم بمغادرة المدينة.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد سيطر على الفلوجة في عام 2014، وهي أحد معقلين رئيسيين له في العراق.
وقال مسؤولون عراقيون إن السلطات وعدت بتوفير ممرات للمدنيين، للخروج من المعسكرات خارج المدينة.
وطوقت قوات من الجيش والشرطة والمتطوعين المدينة، التي تبعد نحو 65 كيلومترا غرب بغداد.
وأفادت تقارير بأن القوات العراقية المشتركة "حررت مركزا للشرطة في شمال الفلوجة"، من قبضة المسلحين.
وقال موفد بي بي سي الموجود حاليا في منطقة الحراريات التي كانت حتى يوم الاثنين خط مواجهة أماميا مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، على بعد حوالي 6 كيلومترات من مركز الفلوجة - إن المسلحين انسحبوا من المنطقة الواقعة على المحور الشمالي من الفلوجة.
وأضاف أن قوات الحشد الشعبي تتبادل القصف بالراجمات وقذائف الهاون مع عناصر التنظيم المحاصرين في الفلوجة.
ووصف العامري الفلوجة بأنها "كعبة الإرهاب"، وقال إن على الجميع التحلي بالصبر، مشيرا إلى عدم وجود مدى زمني لاستعادة المدينة وإن العملية العسكرية تسير على ثلاث مراحل.
صورة رئيس الوزراء
ونقل موقع المدى الإخباري الخاص عن مسؤولين في قوات الحشد الشعبي قولهم إن القوات العراقية المشتركة "نجحت في تحرير مركز شرطة الصقر في شمال الفلوجة من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، وقتلت عشرات منهم."
ونُقل عن العقيد خميس بحر الحلبوسي قوله إن قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي تعمل معا لضمان اقتحام الأجزاء التي لا تزال تحت سيطرة المسلحين من منطقة الصقلاوية الواقعة في شمال غرب الفلوجة، وأنها حريصة على التأكد من إجلاء المدنيين، ونقلهم إلى مناطق آمنة.
ويقول محللون إن العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على الفلوجة منحت رئيس الوزراء، حيدر العبادي، فرصة للابتعاد عن الأزمة السياسية التي يواجهها، إذ تحول التركيز الآن إلى القتال ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ومع شن العملية العسكرية، أخذ العبادي، بحسب ما يقوله محللون، يقدم نفسه كقائد عسكري يقاتل التنظيم المتشدد.
وتوجه العبادي إلى مركز قيادة عملية الفلوجة - بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس - في زي عسكري أسود يشبه زي القوات الخاصة، ونشرت صوره على حسابه على موقع تويتر مع تعليق يقول "رئيس الوزراء يشرف على المعارك ويوجهها".
ونقلت الوكالة عن باتريك سكينر، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قوله: "إن الفلوجة بالنسبة للعبادي، ليست لفتا للنظر فحسب، لكنها إذا نفذت بطريقة جيدة، فستدل على مدى مستوى القيادة في بغداد وفعاليتها."
ولكن منتقدي العبادي يرون أن تأثير العملية العسكرية أمر مؤقت. ويقول زيد العلي، الباحث في جامعة برينستون، بحسب ما نقلته فرانس برس، "إنه بغض النظر عن مدى نجاح العملية، فإن العراقيين سيواصلون المطالبة بإصلاحات كبيرة".
Post a Comment